حديث عن الصدق وتفسيره - مقال

April 24, 2024, 1:04 am
الخطبة الأولى: الحمد لله الكبير المتعال الذي أمر عباده بالصدق في النوايا والأفعال والأقوال، وأشهد أن لا إله إلا الله المؤمن؛ وعد المتحلين بالصدق بالجنة يوم المآل؛ حيث قال -رب العزة والجلال-: ( هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)[المائدة:119]، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أصدق من حدَّث وقال؛ -صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خير صحبٍ وآل-.
  1. ان الصدق يهدي البر
  2. ان الصدق يهدي الى البر وان البر يهدي الى
  3. حديث ان الصدق يهدي الى البر

ان الصدق يهدي البر

ويمكننا القول إن الطاقات المهدرة على الكذب مهما كان لون الكذبة «بيضاء أم صفراء أو غير ذلك.. »، هي خسارة تكلّف صاحبها نفسيًا وعقليًا وجسديًا، كما أن الكذب يحرم الإنسان من نعمة الهداية، ويمكن تجاوز تلك الخسارات الفادحة دنيويًا وأخرويًا، من خلال الصدق.

ان الصدق يهدي الى البر وان البر يهدي الى

إن الحمد لله، نحمَده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يَهده الله فلا مضل له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾، أما بعد، فيا أيها المؤمنون، حديثنا اليومَ عن صِفَةٍ مِن صِفاتِ أهلِ الإيمان، مَن امتَثَلَها فاز في الدارينِ ونجا؛ أمرَ اللهُ تعالى المؤمنينَ بالاتصاف بها، ومَدَحَ أهلها، فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119] ، وقال سبحانه: ﴿ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [الزمر: 33]. إنه الصِّدقُ الذي يهدي للبرِّ ثم إلى الجنة، والصدقُ صفةٌ مِن صفاتِ الله الحسنى، قال سبحانه: ﴿ قُلْ صَدَقَ اللَّهُ ﴾، وقال سبحانه: ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ﴾ وقال: ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ﴾. حديث ان الصدق يهدي الى البر. والصدقُ من صفاتِ خيرةِ البَشَرِ وهم الأنبياءُ والرُّسُل عليهم السلام؛ قال تعالى: ﴿ هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ﴾.

حديث ان الصدق يهدي الى البر

وهذا سيدُ الأولينَ والآخِرينَ صلى الله عليه وسلم، كانَ أصدقُ الناسِ، وكان معروفًا بالصِّدقِ في قومه، وكان يُلقَّبُ بالصادقِ الأمين. وكان صلى الله عليه وسلم يأمُرُ الناسَ بالصِّدق ويَحُضُّهُم عليه، ويحذِّرُهم من الكذب وينهاهم عنه، قال صلى الله عليه وسلم: " إنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلى الجَنَّةِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حتَّى يُكْتَبَ صِدِّيقًا، وإنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إلى الفُجُورِ، وإنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إلى النَّارِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حتَّى يُكْتَبَ كَذّابًا "؛ متفق عليه. ففي الحديثِ: أنَّ الصِّدقَ يُوصِلُ إلى الخَيراتِ كُلِّها، فالبِرُّ: هو اسمٌ جامِعٌ لِلخَيرِ كُلِّه، والصِّدقُ يُطلَقُ على صِدقِ اللِّسانِ، والصِّدقِ في النِّيَّةِ، وهو الإخلاصُ، والصِّدقِ في العَزمِ على خيرٍ نواه، والصِّدقِ في الأعمالِ، وأقَلُّ الصِّدقِ: استواءُ سَريرتِه وعلانيَتِه. أربع إن كن فيك فلا عليك (2) صدق حديث - ملتقى الخطباء. وأخبرَ صلى الله عليه وسلم أنَّ الكذبَ خَصلةٌ مِن خِصالِ النفاق، فقال صلى الله عليه وسلم: " أَرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، ومَن كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ منهنَّ كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حتَّى يَدَعَهَا: إذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وإذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وإذَا خَاصَمَ فَجَرَ "؛ متفق عليه.

أيها المسلمون: تحروا الصدق وتحلو به وربوا عليه أبناءكم فهو مطية إلى النجاة ومفتاح لكل خير، وهو زينة الرجل؛ وصدق الشاعر حيث قال: الـصدق حلـو وهو الـمر *** والـصدق لا يتركه الحر جوهرة الصدق لها زينة *** يحسدها الياقوت والدر بارك الله لي ولكـم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بمـا فيه مـن الآيات والذكر الحكيم؛ أقول هذا القول وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكـم؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد: عباد الله: سمعتم شيئا يسيرا عن خصلة الصدق التي أخبر الصادق الأمين أنه لا يضر صاحبها شيء مهما فاته من حظوظ الدنيا ومتاعها؛ وقد أدرك السلف الكرام أئمة الصدق والخلال الحميدة قيمة خصلة الصدق ومكاسبها الدنيوية والأخروية؛ فسطروا في الثناء عليها أروع الأقوال وأصدقها؛ ألا وإن مما قالوه في الصدق: قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: " لا تنظروا إلى صلاة أحد ولا إلى صيامه، ولكن انظروا إلى من إذا حدث صدق، وإذا ائتمن أدى، وإذا أشفى ورع ". وقول طاووس -رحمه الله-: "إذا أراد الله بعبد خيرا منحه خلقا صالحا ". ان الصدق يهدي البر. وقال أبو سليمان -رحمه الله-: " اجعل الصدق مطيتك والحق سيفك والله غاية طلبتك ".